المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضيف لطيف اسمه الظلام


سامي بإسلامي
30-01-2011, 02:17 PM
لم يكن ينقص في تلك الليلة الشتائية العاصفة والمخيفة إلا أن تنقطع الكهرباء ، ويتحول البيت وكأنه سفينة تلاطمها العواصف .

حتى ذلك الحين لم أكن أعرف أن للظلام أيضا إحساس جميل يضفيه على أرواحنا المتجمدة،فقد أسرعت العائلة نحو الصالة، وبدأت أمي تواسي خوف الصغار؛ وجدت بعد قليل من البحث شمعة مهملة من آخر المناسبات.

جلسنا حول المدفأة ، أحضر أبي شيئاً مهملاً من الماضي البعيد، الفانوس ( الفنر ) الذي رافق الأسر في لياليهم الماضية، صارت الوجوه أوضح، وبدأت الأحاديث تنسج وتحلو لعلها تُطمئن قلوب الصغار وفي بعض الأحيان يتخللها شيء من الضحك الفاتر يقطعه قصف رعد أو لمعة برق أو زوبعة مطرية.

كان الحديث أجمل على نغمات الرياح، ورقصات الأشجار، ها هو أبي يتخلى عن سماع أخبار العالم ويجلس ليستمع لحكايات أختي الصغيرة مع معلمات المدرسة، لعله يدفئ قلبها بقليل من الطمأنينة، أو ينسيها هذا الجو غير مألوف.

ها هو الظلام يحررنا من قيود المدنية والحداثة، ويفك أيدينا من سلاسل الكمبيوتر وقيود (الريموت كنترول) ، ويزيل الأسلاك الشائكة بيني وبين غرف أخواني.

أخي الكبير تخلى عن دور المستمع في برنامج الاتجاه المعاكس وها هو يجلس أمامي يستعرض قدرته في النقاش ، يتدخل أبي ببعض الجمل، ثم يعود متابعاً أحاديثه مع أختي الصغيرة يروي لها حكايات الماضي أيام الفانوس وموقد الحطب.

فيما بعد بدأ الهدوء ينساب على الجلسة وأغُلقت بعض جفون الجالسين ، فأمعنت النظر في تلك الشمعة محاولاً أن أقول لها اصمدي، أرجوك لا تذوبي قبل أن تعود الكهرباء.

كانت الشمعة كوجه المرأة الباكي تهمي منها الدموع لكي تتجمع بالأسفل لتظل شاهدة على ذكراها، النظر للشمعة يُخبرك أنها كانت تبث الحياة والحب في الأسر جميعا، ولكنها ضاعت كما ضاع الحب بين أضواء أجهزة الكهرباء، استطاعت الشمعة أن تلم العائلة أكثر من مرض أمي وأكثر من كل وجبات الحلوى التي كانت توضع في الصالة، لقد جعلت عائلتنا كعنقود عنب، وفجأة عادت الكهرباء وانفرط عنقود العنب ، وذهب نور الشمعة مع أنها ما زالت تشتعل وفر الجميع إلى غرفهم وعاد صوت التلفاز يبث إزعاجه في كل مكان، وجلست أنا وحدي بجانب الشمعة أقدم اعتذاري لها فقد ذهب الجميع دون أن يقدم لها أي أحد كلمة شكر، بعد لحظات ذابت تلك الشمعة وذابت تلك الأحاديث التي جمعت كل الأسرة.

في اليوم التالي اشتريت شمعه أخرى وتمنيت أن يزورنا الظلام مرة أخرى دون أي متطفل كهربائي.

بقلم عمر شاهين
منقول

أرواح مهاجرة
30-01-2011, 06:02 PM
قصة رائعة ..

تحكي واقعا نعايشة ..

انقطاع الكهرباء يعني كارثة .. لا تلفاز ولا حاسوب

لكم تشدني الذكريات الى زمان كان المساء أغلبه ظلام ..

الظلام يبعث في نفسي سكينة وهدوء .. وفي الظلام

يقترب الجميع من بعضهم .. وتتلاصق أجساد الصغار ..

والأهل بالقرب يحكون .. ويقصون ..

لك الشكر على هذه القصة الرائعة .. فكرة وأسلوبا ..

لغظيفة داري
30-01-2011, 11:38 PM
قصه رائعة فعلا .
تحكي عن واقع عشناه ولكن ما احلى ايام الظلام فغياب الكهرباء كان يجمع الناس حيث كان يجتمعون على ضوء النار في مكان معين طول فترة الشتاء ولكن دخول هذا المتطفل كما ذكرت(الكهرباء) قد فرقهم واصبح للمدفأة الكهربائيه دور اساسي في تفريق الاهل والجيران عن بعضهم .. اتمنى لو تعود تلك الليالي الجميله وتعود الجلسات وحكايا الاهل القديمة...

شكرا لك اخي على القصه الممتعة

الغلا
30-01-2011, 11:43 PM
الله ماأحلى والكهرباء منقطعه نجلس ونجتمع في مكان واحد

على ضوء الفنر أو الشمعه

ويا حلاااات السوااالف...

ذكريات جميله...

لك جزيل الشكر....

]]~إشـــراقة غمـــوض~[[
03-02-2011, 02:42 AM
قصه رااااااااااااائعه ... ذكرتنا بأيام انقطاع الكهرباء..

بنت الغظيفة
10-02-2011, 02:10 PM
اللهـ قصهـ روووعهـ..
محلات الغظيفهـ يوم تنقطع الكهرباء... ولا تشوووف كراع فالسكهـ... كل واحد خاااتل فبيتهـ...هع هع أحلي شي ....

ماجد الاشخري
04-06-2011, 01:27 PM
http://www.w-ahin.net/up/uploads/images/w-ahin.com-4c18ea5331.gif (http://www.w-ahin.net/up/uploads/images/w-ahin.com-4c18ea5331.gif)

الاشخري
04-06-2011, 05:19 PM
مشكور ع الطرح

عظيم الشوق
11-07-2011, 12:56 PM
شكرا ع الطرح