مشاهدة النسخة كاملة : وقفات من حياة عمر الفاروق للعبرة
أرواح مهاجرة
04-02-2011, 03:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تشدني هذه الشخصية كلما قرأت عنها .. تثير في نفسي إعجابا وانبهارا ..
وتصغر الدنيا أمام ناظري .. لا أملك دموعي في كل مرة أقرأ عن زهد عمر...
وعدل عمر .. وأمانة عمر .. وورع عمر .. وحكمة عمر .. بل فل أسمها عظمة
عمر .. نعم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
هنا أحاول أن أجمع بعض مواقف من حياة عمر .. ولست أكتب في سيرته ..
فحاشا لكلماتي أن تستطيع الإقتراب من تلك النفس التي لم يشهد التاريخ لها مثيلا ..
وعلى استحياء أبدأ بمواقف أتمنى أن تقرأوها بهدوء وروية .. وتتفكروا فيها ..
وتسألوا أنفسكم .. أين نحن ؟؟ وحاشا أن تكون من مقارنة ..
وأتمثل بما استهل به حافظ ابراهيم في قصيدته العمريه ..
حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهم هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضـيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها
أختكم أرواح مهاجرة
أرواح مهاجرة
04-02-2011, 03:56 PM
(1)
لعله من المفيد أن نبتدأ بهذه المقولة للصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما
( كنت أدخل البيت الذي دُفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي
واضعة ثوبي وأقول : إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر رضي الله عنه فو الله مادخلته إلامشدودة علي ثيابي حياء من عمر )
حتى وأنت ميت يا عمر .. أي احترام حملته لك القلوب
:
(2)
(ماذا تقول لربك غدا"؟) .
هذه العبارة كانت دائمة الحضور في قلب عمر رضي الله عنه و في عقله و كل جوارحه .. فأمام كل لقمة .... و أمام كل شربة باردة .... و أمام كل ثوب جديد تتساقط دموعه .... تلك الدموع التي تركت تحت مقلتيه خطين أسودين من فرط بكائه , و يجلجل داخل نفسه هذا النذير.
( ماذا تقول لربك غدا" ؟ ) ..
أما نشيده الدائم : ( كنت وضيعا" فرفعك الله , و كنت ضالا" فهداك الله , و كنت ذليلا" فأعزك الله , فما تقول لربك غدا" إذا أتيته ؟) .....
هكذا يظل عمرا مذكرا نفسه .. حتى لا تنسى
هذا عمر ونحن ماذا نقول لأنفسنا ؟؟
:
(3)
ذات يوم يقول عمر بن الخطاب لجليسه أبي موسى الأشعري :
( يا أبا موسى هل يسرك أن إسلامنا مع رسول الله و هجرتنا معه , و شهادتنا , و عمله كله يرد علينا , لقاء أن ننجو كفافا" , لا لنا و لا علينا؟ ) .....
فيجيبه أبو موسى : ( لا و الله يا عمر , فلقد جاهدنا , و صلينا , و صمنا , و عملنا خيرا" , و أسلم على أيدينا خلق كثير و إنا لنرجو ثواب ذلك. ) .....
فيجيبه عمر و دموعه تنحدر على وجنتيه كحبات لؤلؤ منثور :
( أما أنا , فو الذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك يرد لي , ثم أنجو كفافا" , رأسا" برأس ..... ) !!!
وهنا تعجز كلماتي عن قول شيء .. فأترك لكم الشعور بعمر العابد الورع ..والتفكر في الزاد الذي نملكه نحن ..
يتبع ...
أرواح مهاجرة
04-02-2011, 04:08 PM
(4)
ففي أحد الأيام نراه يعدو و يهرول وراء بعير أفلت من مربطه فيلقاه علي بن أبي طالب , فيسأله : إلى أين يا أمير المؤمنين ؟ فيجيبه : بعير أفلت من ابل الصدقة أطلبه .
فيقول له علي : لقد أتعبت الذين سيجيئون بعدك ....... !!!!
فيجيبه عمر بكلمات متهدجة : ( و الذي بعث محمدا" بالحق , لو أن عنزا" ذهبت بشاطىء الفرات , لأخذ بها عمر يوم القيامة . ) .... !!!
آه يا عمر .. ماذا سيقول ولاة الأمر لربهم غدا ..
نعم لقد أتعبت الذين من بعدك ياعمر
:
(5)
(أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا)
و يحدثنا جابر بن عبد الله فيقول :
( رأى عمر بن الخطاب لحما" معلقا" في يدي , فسألني : ما هذا يا جابر ؟ فقلت لحم اشتهيته فاشتريته , فقال : أو كلما اشتهيت اشتريت , أما تخاف أن يقال لك يوم القيامة أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا؟ ) ....
ولنقف عند هذه الحادثة ......
زاره يوما" حفص بن أبي العاص , و كان عمر جالسا" إلى طعامه , فدعا إليه حفصا" , و لكن حفصا" عزف عن الطعام لما رأى القديد اليابس الذي يأكل منه عمر , و أدرك أمير المؤمنين سر عزوفه فسأله :
ما يمنعك عن طعامنا ؟
و لم تخن الصراحة حفصا": فقال انه طعام جشب غليظ و إني راجع إلى بيتي فأصيب طعاما" لينا" قد صنع لي .
فماذا قال عمر :
( و الذي نفسي بيده , لولا أن تنقص حسناتي لشاركتكم في لين عيشكم و لو شئت لكنت أطيبكم طعاما" و أرهفكم عيشا" و لنحن أعلم بطيب الطعام من كثير من آكليه , و لكننا ندعه ليوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها .... و إني لأستبقي طيباتي , لأني سمعت الله تعالى يقول عن أقوام : ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا و استمتعتم بها ) .
هكذا عزله حياؤه من الله عن كل ترف , بل عن كل راحة في الدنيا و أبى أن يصيب و أهله من الطعام إلا تقوتا" , ومن العيش إلا كفافا" ........
يستبقي عمر طيباته .. فمالنا نحن نعيش الدنيا وكأنه لا حساب
وقائلنا يقول ،، أريد أستمتع بحياتي ,,..
أرواح مهاجرة
04-02-2011, 04:12 PM
(6)
ذات يوم يصعد إلى المنبر , ليحدث المسلمين في أمر جليل فيبدأ خطبته بعد حمده الله بقوله اسمعوا يرحمكم الله
و لكن أحد المسلمين ينهض قائما" فيقول : و الله لا نسمع .... و الله لا نسمع .
فيسأله عمر في لهفة و لم يا سلمان؟؟؟
فيجيب سلمان ميزت نفسك علينا في الدنيا , أعطيت كل منا بردة واحدة , و أخذت بردتين !!
فيجيل عمر بصره في صفوف الناس ثم يقول : أين عبد الله بن عمر ؟؟؟
فينهض ابنه عبد الله : ها أنذا يا أمير المؤمنين ..
فيسأله عمر على الملأ : من صاحب البردة الثانية ؟؟؟
فيجيب عبد الله : أنا يا أمير المؤمنين .
و يخاطب عمر سلمان و الناس معه فيقول : إنني كما تعلمون رجل طوال , و لقد جاءت بردتي قصيرة , فأعطاني عبد الله بردته فأطلتها بها ..
فيقول سلمان و في عينيه دموع الغبطة و الثقة : الحمد لله .... و الآن نسمع و نطع يا أمير المؤمنين
أيبلغ الناس من حرية المعارضة أن يحددوا للحاكم عدد أثوابه و ملابسه , و بهذه اللهجة الصارمة ؟؟؟ !!!
الا من كان يعرف لهذا نظيرا" في التاريخ كله , فليأتنا به .....
(7)
حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر الفاروق
أرسل قيصر رسولا إلى عمر رضي الله تعالى عنه لينظر أحواله ، وأفعاله ،
فلما دخل المدينة لم يجد قصرا وبيتا يدل على أن هنا ملكا ، فسأل أهل المدينة :
أين ملككم ؟
قالوا : ما لنا ملك ، بل لنا أمير قد خرج إلى ظاهر المدينة .
فخرج الرسول في طلب عمر رضي الله تعالى عنه ، فوجده نائما
في ظل شجرة يفترش الأرض ، واضعا رأسه على دٍرته، وليس عنده حارس
فلما راه على هذه الحالة ، وقع الخشوع في قلبه .
رجل لا يقر للملوك قرار من هيبته ، وتكون هذه حالته !!!
ولكنك عدلت فأمنت فنمت يا عمر ، أشهد أن دينك الدين الحق ..
(8)
امتلأ المســــجد عن آخره
وبدأ الناس يتبادلون النظرات المتسائلة
في صمت : لماذا تأخر أمير المؤمنين ، وأين هو الآن ؟
وبعد لحظات دخل عمر رضي الله تعالىعنه المســـــــــجد
وصعد المنبر ، وأقبل على الناس معتذرا : إنما حبسنى غسل ثوبي هذا
كان يغسل ، ولم يكن لي ثوب غيره 0
قولوا لي أن أعينكم امتلأت بالدموع أيها الأخوة .. فإن لم تفعل فلا بد أن بها عيبا ..
قولوا أن قلوبكم خشعت من خشوع وعظمة الفاروق ..
ووالله لولا أني أدرك أن القاريء يصيبه النصب من طول الموضوع ..
والا ما كفتني هذه المواقف البسيطة لأقف عندها ..
فالكلمات تسيل من نفسها حين الحديث عن عمر ..
رحمك الله يا ابن الخطاب .. وغفر الله لنا ..
فأين نحن من زمانك ..
الغلا
04-02-2011, 04:49 PM
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
ونعم عمر الرجل الفاروق
جزاك الله خير على موضوعك الجميل...
ومنكم نستفيد...
لغظيفة داري
04-02-2011, 06:42 PM
هكذا هم صحابة رسول الله يتنافسون دائما على الخير ويسارعون الى الخيرات والعمل الذى سيسعدهم في اخرتهم ..
بارك الله فيك اختي هكذا انتي دائما كما عودتينا بمواضيعك المميزة...
احد مواقفـــه النبيلة :
فى غزوه بدر طلع مع جيش المسلمين و كان عمر لا يحارب أى شخص بل كان يتصيد و يتحين الفرسان و خاصه من أقاربه فقط لآجل أرضاء الله حتى يصدق الله و يعلمه انه لا غلا فى قلبه الآ للأسلام و رسول الله فكان ينظر أقاربه فيقاتلهم فى سبيل الله ... فوجد خاله فى جيش الكفار العاصى بن هشام فقتله . .
أرواح مهاجرة
04-02-2011, 11:28 PM
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
ونعم عمر الرجل الفاروق
جزاك الله خير على موضوعك الجميل...
ومنكم نستفيد...
نعم هو الفاروق رضي الله عنه وارضاه ..
ما أقرأ عنه الا شعرت بضعفي .. وهواني على الله ..
لله أنفس كتلك التي كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
جعلنا الله ممن يفيد ويستفيد في الخير أخيتي الغلا .. وافر الشكر لك
أرواح مهاجرة
04-02-2011, 11:33 PM
هكذا هم صحابة رسول الله يتنافسون دائما على الخير ويسارعون الى الخيرات والعمل الذى سيسعدهم في اخرتهم ..
بارك الله فيك اختي هكذا انتي دائما كما عودتينا بمواضيعك المميزة...
احد مواقفـــه النبيلة :
فى غزوه بدر طلع مع جيش المسلمين و كان عمر لا يحارب أى شخص بل كان يتصيد و يتحين الفرسان و خاصه من أقاربه فقط لآجل أرضاء الله حتى يصدق الله و يعلمه انه لا غلا فى قلبه الآ للأسلام و رسول الله فكان ينظر أقاربه فيقاتلهم فى سبيل الله ... فوجد خاله فى جيش الكفار العاصى بن هشام فقتله . .
بارك الرحمن فيك .. ووفقك للخير دائما أخية ..
وهكذا أنت تضيفين دائما ما يجمل المواضيع ويزيدها بركة ..
فجزاك الله عنا خيرا .. وإضافة أشكرها لك ..
هذه عزة عمر بالإسلام .. وهيبته ..
وان النفس لتعجب من رجل بكل تلك الهيبة .. يصبح أمام آيات الوعيد ..
ضعيفا باكيا .. ولكنه عجب أمثالنا ممن لا يقتربون من تلك العظمة ..
ليت كل من يمر يزيدنا موقفا من مواقف الفاروق رضي الله عنه وأرضاه
& فـتـى عـاااهـن &
06-02-2011, 01:13 AM
يقول الشاعر:
حسب القوافي وحسبي حين ألقيها.. أني إلى ساحة الفاروق أهديها..
اللهم هب لي بيانا ً أستعين به.. على قضاء حقوق ٍ نام قاضيها..
سيرة الفاروق سيرة أذاقت الحياة طعم العدل..
بارك اللع فيك..
أرواح مهاجرة
06-02-2011, 06:22 PM
وفيك الرحمن بارك وليد ..
نعم اذاق عمر البشرية طعم العدالة ..
وما أحوجنا الى عهد كعهد العمرين ..
ليتك تتحفنا بالقصيدة العمرية أخي الكريم ..
نهــال
23-02-2011, 12:27 AM
مساء الخيـــــــــــــر
صراحة طرح ممتاز لأحد أبرز الخلفاء الراشدين وعلى فكره بيعرض مسلسل تاريخي عن سيرة الفاروق عمر بن الخطاب في شهر رمضان القادم إن شاء الله
لا تفوتوا المسلسل
أرواح مهاجرة
23-02-2011, 12:54 AM
مساء الخيـــــــــــــر
صراحة طرح ممتاز لأحد أبرز الخلفاء الراشدين وعلى فكره بيعرض مسلسل تاريخي عن سيرة الفاروق عمر بن الخطاب في شهر رمضان القادم إن شاء الله
لا تفوتوا المسلسل
مساء النور أختي نهال ..
لك كل الشكر على مرورك الجميل ..
للأسف هذه المسلسات يأتي فيها الممثلين العصاة ليلعبوا دور الطاهرين الأخيار ..
فأنّى لرجل في هذه الأرض أن يتمثل دور عمر ..
رحمك الله يا عمر .. لو أن عمرا واحدا في هذا الزمن ..
لصلح أمر هذه الأمة ..
عدلت فأمنت فنمت يا عمر .. فأين من يعقل ؟؟
بارك الله فيك ..
عظيم الشوق
23-02-2011, 02:24 AM
شكرا على الموضوع الجميل
رحم الله الرسول الكريم وأصحابه الابرار
الفاروق شخصية اسلاميه عظيمة جدا
فيه الحكمه والدين والقوة
بوسعود
23-02-2011, 04:37 PM
تسلمي أختي ......... ع الموضوع الجميل.....
vBulletin® v3.8.8, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir