المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أثقال تقتل الطفولة ..


أرواح مهاجرة
14-03-2011, 02:17 PM
قصة قصيرة للأديب يوسف إدريس ..
..

كان غريبًاأن تسأل طفلة صغيرة مثلها إنسانًا كبيرًا مثلي لا تعرفه في بساطة وبراءة أن يعدل من وضع ما تحمله وكان ما تحمله معقدًا حقًا، ففوق رأسها تستقر صينية بطاطس بالفرن وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوي حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة وكان الحوض قد انزلق برغم قبضتها الدقيقة التي استماتت عليه، حتى أصبح ما تحمله مهددًابالسقوط.

ولم تطل دهشتي وأنا أحدق في الطفلة الصغيرة الحيرى، وأسرعت لإنقاذ الحمل وتلمست سبلاً كثيرة، وأنا أسوي الصينية فيميل الحوض، وأعدل من الصاج وتعود فتميل الصينية، ثم اضبطهما معًا فيميل رأسها هي، ولكنني نجحت أخيرًا في وضع تثبيت الحمل،وزيادة في الاطمئنان نصحتها أن تعود إلى الفرن، وكان قريبًا حيث تترك الصاج وتعودفتأخذه.

ولست أدري ما دار في رأسها، فما كنت أرى لها رأسًا وقدحجبه الحمل، كل ما حدث أنها انتظرت قليلاً لتتأكد من قبضتها، ثم مضت وهي تغمغم بكلام كثير، لم تلتقط أذني منه إلا كلمة ستي. ولم أحول عيني عنها وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذي يشبه قطعة القماش التي يـُنظف بها الفرن أو حتى من رجليها اللتين كانتا تطلان من ذيله الممزق كمسمارين رفيعين.

وراقبتها في عجب وهي تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض وتهتز وهي تتحرك ثم تنظر هناوهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها وهي تخطو خطوات ثابتة قليلة، وقدتتمايل بعض الشيء ولكنها سرعان ما تستأنف المضي. راقبتهاطويلاً وراقبت كل دقيقة من حركاتها، فقد كنت أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة، وأخيرًا استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترق الشارع المزدحم في بطء كحكمةالكبار.

استأنفت سيرها على الجانب الآخر، وقبل أن تختفي،شاهدتها تتوقف ولا تتحرك، وكادت عربة تدهمني وأنا أسرع لإنقاذها، وحين وصلت كان كل شيء على ما يرام، والحوض والصينية في أتم اعتدال. أما هي فكانت واقفة على ثبات تتفرج، ووجهها المنكمش الأسمر يتابع كرة من المطاط يتقاذفها أطفال في مثل حجمهاوأكبر منها، وهم يهللون ويصرخون ويضحكون ولم تلحظني ولم تتوقف كثيرًا، فمن جديدراحت مخالبها الدقيقة تمضي بها، وقبل أن تنحرف ، استدارت على مهل، واستدار الحمل معها وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة، ثم ابتلعتها الحارة

منقول بتصرف في العنوان ..

لغظيفة داري
14-03-2011, 04:29 PM
سبحان الله .. فيه اطفال يتحملون اعباء فوق طاقتهم .. لانهم مجبوريم من اجل لقمة العيش
تسلمين اختي ارواح على القصه الجميلة
بارك الله فيك..

شـبيه الــريــــح
14-03-2011, 07:33 PM
بارك الله فيك أختي أرواح مهاجره على القصة الجميلة

أرواح مهاجرة
15-03-2011, 12:28 AM
لغظيفة داري .. شبيه الريح

شكرا لمروركما ..

هي محاولة لجذب القاريء للأسلوب القصصي الأدبي .. من أديب كبير

التصوير .. والتشبيه ..

وكأنك تعيش الموقف على بساطته ..

عظيم الشوق
17-03-2011, 01:13 PM
شكـــــــــــــــــــــــــرا أختي على القصه الجميله

يالهم من أطفال

كلل الله جهودك با الخير

الغلا
17-03-2011, 03:08 PM
قصه جميله

وتحمل معاني للاسلوب الادبي القصصي

بارك الرحمن فيك...

أرواح مهاجرة
17-03-2011, 06:49 PM
عظيم الشوق .. والغلا ..

مروركما أنار صفحتي ..

فشكرا لكما ..

بنت الغظيفة
27-03-2011, 11:09 PM
مشكورهـ أختي أرواح المهاااااجرهـ ع القصهــ

يعطيج العااااافيهـ..

أرواح مهاجرة
28-03-2011, 12:06 AM
عافاك الله بنت الغظيفة ..

مرور له شكري ..

الاشخري
09-06-2011, 08:35 AM
مشكوره ع الطرح

˚ஐ˚ أبو جاسم ˚ஐ˚
15-06-2011, 11:27 AM
تسلمين اختي ارواح على القصه الجميلة