مازن بن غضوبه
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أبحث عن بدايات دخول الإسلام إلى عمان ( سلطنة عمان + الإمارات العربية المتحدة ) فوجدت في بعض الكتب أن أول من أسلم من عمان هو الصحابي ( مازن بن غضوبة ) وذكر أنه قدم على الرسول وأسلم ودعا الرسول لمازن ولأهل عمان وهذه قصته حسبما جاءت في كتاب ( مجمع الزوائد ) حيث قال :
- وعن مازن بن الغضوبة قال: كنت أسدن صنماً يقال له: بأجر بسمائل قرية بعمان فعبرنا ذات يوم وعنده عتيرة - وهي الذبيحة - فسمعت صوتاً من الصنم يقول:
يا مازنُ اسمعْ تسر * ظهر خير وبطن شر
بعث نبيٌّ منْ مضر * بديـن الله الأكـبر
فدع نحيتا من حجر * تسلم من حرِّ سقر
قال: ففزعت من ذلك وقلت: إن هذا لعجب. ثم عبرت بعد أيام فسمعت صوتاً من الصنم يقول:
أقبـل إلـي أقبل * تسمع ما لا تجهل
هذا نبيٌّ مرْسـل * جـاء بحقٍّ منـزَل
آمن به كي تعدل * عن حر نار تشعل
وقودها بالجندل
فقلت: إن هذا لعجب وإنه لخير يراد بي. فبينا نحن كذلك قدم علينا رجل من الحجاز فقلنا: ما الخبر وراءك؟ قال: ظهر رجل يقول لمن أتاه: "أجيبوا داعي الله". فقلت: هذا نبأ ما قد سمعت. فسرت إلى الصنم فكسرته، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت:
كسرت ناجزاً جذاذاً وكان لنا * رباً نطيف به عميـا بطلالِ
بالهاشـمي هدينـا من ضلالته * ولم يكن دينه مني على بالِ
يا راكبـاً بلغن عمراً وإخوته * أني لمن قال: ربي ناجز قالِ
يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة. قال مازن: فقلت: يا رسول الله، إني امرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر والهلوك - قال ابن الكلبي: والهلوك الفاجرة من النساء - وألحت علينا السنون، فأذهبت الأموال وأهزلت الدراري، وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويأتيني بالحياء ويهب لي ولداً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالعهر عفة الفرج، وبالخمر رياً لا إثم فيه، وآتهم بالحيا، وهب له ولداً".
قال مازن: فأذهب الله عني ما كنت أجد وأتانا بالحيا وتعلمت القرآن وخصبت عمان وحججت حجاً ووهب الله لي حبار بن مازن، وأنشأ يقول:
إليـك رسـولَ الله خبـت مطيتي * تجوبُ الفيافيْ منْ عمانَ إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى * فيغفـرَ ليْ ربـيْ فأرجعَ بالفـلج
إلى معشـرٍ خالفتُ في الله دينهم * فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
وكنت امرأً بالرغبِ والخمرِ مولعاً * حيـاتي حتـى آذن الجسـم بالنهج
فبدلنـي بالخمـرِ خوفـاً وخشية * وبالعهر إحصـاناً فحصنَ لي فرجي
فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني، فقلت: إن رددت عليهم فإنما أهجو نفسي فاعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت:
بغـضـكم عندنـا مرمـداً فيـه * وبغضنـا عندكم يا قومنـا لين
لا نفطن الدهـر إن بثت معايبكم * وكلكـم حينَ يبدو عيبناْ فطن
شـاعرنا معجم عنكم وشـاعركم * في حربنـا مولع في شتمنا لسن
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر * وفي صدوركم البغضـاءُ والإحن
فأتتني منهم أزفلة عظيمة فقالوا: يا ابن عمنا عبنا عليك أمراً وكرهناه لك، فإن أبيت فشأنك ودينك، فارجع فقم بأمورنا. وكنت القيم بأمورهم، فرجعت إليهم ثم هداهم الله بعد إلى الإسلام.
رواه الطبراني، من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وكلاهما متروك.
|