[أرواح مهاجرة]

...

قبيل المغرب بدقائق .. في فناء منزلنا ..

جلست ممسكة ورقتي وقلمي كعادتي ..

يشدني جمال اللحظات التي تسبق المغرب ..

ذلك الهدوء يأسرني .. وتلك السكينة تغمرني ..

وهناك في زاوية أخرى .. يجلس هو مفترشا حصيره ..

أنهى لتوه فنجان قهوته .. ووضع كلتا يديه خلف ظهره ..

واستند اليهما .. وأطلق لفكره العنان .. صامتا .. ينظر في الفضاء ..

تسآلت بصمت .. ما الذي يدور في فكرك يا والدي ؟

أتراها ذكريات الماضي كله ..؟

ما الذي تريده الآن يا والدي ؟

... لكم أحبك يا أبي .. وأشفق عليك ..

آثار الزمن ليست بخافية .. لحيته البيضاء ..

وتجاعيد وجهه .. وانحناءة ظهره ..

لكم أحبك يا أبي .. وأحب طيبة قلبك ..

أثمة بشر يحمل نقاء وطيبا كما تحمل ..

أثمة احترام لبني البشر كالذي أراه فيك ..

أحقا لم يمَسَّكَ أحدهم بسوء ؟ فما ذكرت أنك تكلمت عن أحدهم

إلا بالحسن فيه .. أهم الناس طيبون أم أنت من يراهم هكذا ؟

أكل الناس رائعون أم هي روعتك من حولتهم هكذا ؟

آه يا والدي .. كم أخشى عليك من مرضك .. من قلبك الضعيف هذا ..

فبراير 2000م